مفهوم الحرية الحقيقى
للمربى / سليمان محمد عوض
هى التصرف كما نريد بشرط عدم الإضرار بالغير " لا ضـرر ولا ضــرار "
أدلة : خلق الله آدم وأسكنه وزوجه الجنة وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا من حيث شئتما رغدا ولا تقربا هذه الشجرة وحذره هو وذريته من الشيطان فقال إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا .
ودعانا الله إلى كبح جماح النفس فهى أمارة بالسوء ، ولا نمكنها من كل ما تطلب ، بل فى حدود وتعليمات ربنا حيث أمر وحيث نهى .
ولا نترك الفرصة للناس تحت مسمى الحرية دون قيود وضوابط ، فيفعل كل منهم ما شاء دون لوائح وقوانين فالديانات السماوية دعت إلى توحيد الله وطاعاته واجتناب نواهيه وإلى التعامل باللين والحسنى مع الآخرين لنشر السلام والمحبة بين سائر البشر .
ولقد سار سلفنا الصالح فى طريق الهداية وانطبع إيمانهم على سلوكهم وهم أحرار.
• فهذا الصديق الخليفة الأول بعد رسول الله يقول بعد أن بايعه الصحابة على الخلافة : أيها الناس إنى وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن رأيتمونى على حق فأعينونى وإن رأيتمونى على باطل فسددونى – أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم
• وهذا الخليفة الثانى عرفته امرأة وهـو على المنبر بقــول ربنا فى المهـور فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر ، وقد وصفه رسول عدوه لما رآه نائما مطمئنا تحت شجرة فقال : حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر.
• والحياء مطلوب : قصـة مـوسـى وقصـة عثمان .
• وليس معنى الحرية الفوضى : بحيث ترفع المذياع أو مكبر الصوت فتزعج الآخرين وتقول أنا حر . ألم يقل لك الله : واغضض من صوتك ؟ وليس معناها أن تدخن وتؤذى من جاورك ، والرسول قال : " لا ضرر ولا ضرار "، وليس معناها : أن تجلس فى الطرقات وتهمز وتلمز وتغتاب الآخرين ، وقد دعاك الرسول إلى أن تعطى الطريق حقه وليس معنى الحرية أن يفوح قتار قدرك برائحة طعام طيب وجارك محروم أو تعطى ولدك فاكهة فى الشارع حرم منها جارك إلا أن تعطى الجار والمحروم منها ، وليس معنى الحرية أن تتعالى على الناس وتتفاخر عليهم فالله لا يحب كل مختال فخور. فالحرية مقيدة وليست تسيبا والتعبير عنها مكفول ما لم نؤذ غيرنا .
الجيل الأسبق :
1- كانت الرحمة سائدة بين الناس والتعاون سمة الناس وخاصة أهل القرية .
2- كان احترام الكبير مقدسا . هل كان يمر الراكب على كبير ورجله عند رأسه كما يتم اليوم ؟
3- هل كان يتقدم الركب أو الجنازة صغار القوم كما يتم اليوم؟
4- هل كان يجرؤ صغير على ارتكاب محرم أمام الكبير كما يتم اليوم ( شرب الكيوف ) ؟
5- هل كانت المرأة تتبرج كما يتم اليوم حيث وصل الأمر إلى أن الرجل يوصل زوجه لما يسمى بالكوافير وقد يكون رجلا ؟ وهل .... ؟
6- هل كانت المجاملات معدومة كاليوم ؟ لماذا يكون الحزن فى بيت وبجاره أفراح وأغانى وراقصات ومجون وخلاعة ؟
إن السلف الصالح على خلق كريم إلا أنه كانت له عاداته وخرافاته يجب التخلص منها وعلينا الاقتداء بالصالحين وعلى الأسرة : -
(أ) أن تتجمع على الطعام ولو فى يوم الجمعة وليعرف أفرادها كيف يأكلون ؟ ومتى ؟ وماذا يقولون قبل الأكل وبعده ويكتسبوا عادات طيبة فقدوها بتناول الطعام الفردى .
(ب) أن يكون الأب قدوة صالحة ولا يعلم أولاده الكذب أو يطلب منهم شراء محرم .
(ج) وللأم دور كبير فهى إذا أعددتها أعددت شعيبا طيب الأعراق فأمنا بل عمتنا هاجر رضى الله عنها ربت سيدنا إسماعيل على الخير حتى إنه رضى بالذبح طاعة لله ولأبيه : يأبت افعل ما تؤمر وهذه أم معاوية التى تربي معاوية فقالت لها سيدة : أنت تريدنه سيد القوم فقالت : ثكلته إن لم يسد العرب ، وقد ساد العرب فعلا .
• وهذه الخنساء الكبيرة التى رثت أخاها فى الجاهلية لما مات ، وقد صقلها الإسلام فدفعت بأولادها الأربعة فى حرب القادسية للجهاد وودعتهم للقاء العدو بنحورهم وودعتهم قائلة لهم " والله إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت نسبكم "، ولما علمت باستشهادهم جميعا حمدت الله واسترجعت وسألت الله أن يجمعها بهم فى مستقر رحمته .
• إن الحرية هى المطالبة بالحقوق بأسلوب طيب – لمؤمن وغير المؤمن ألم يقل الله لموسى وهارون وقد أرسلا إلى فرعون :فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
• إن الحرية فى حدود الدستور والتعليمات السماوية وقوانين البشر التى تتمشى مع الدين وليست التسيب الذى عهدناها عند الشباب والشابات اليوم فى الاختلاط والمصافحة كما يفعل الزوار غير المسلمين ، وليست الحرية اللجوء للزواج السرى ولا نسميه بالعرفى فهو حرام لم يعلن كما أمر ربنا ويجب ألا يتم الزواج إلا بولى ، والولاية للأب أو الأخ أو الابن أو أحد الأقارب إذا أذن له الولى .
• وأخيرا ... إن الحرية للجميع فى حدود الشرع والدين فى فعلنا وقولنا وحلنا وترحالنا . وقد قال أحمد عرابى للخديوى توفيق كلمة حق لسلطان جائر .
لقد خلقنا الله أحرار ولم يخلقنا تراثا وعقارا والله لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم .
و أخيرا ... فلست فارساً فى ميدان البلاغة ولا مجيد الركوب متن الفصاحة حتى أصف لكم ما يكنه قلبى من تكريم وتعظيم حيث أوليتمونى شرف التحدث معكم فى هذا الحصن – والله معكم ولن يتركم أعمالكم .