رفقاءُ الخير
رفقاءُ الخير ِ لا نبحثُ عنهُم ولا
يَبحثونَ عنّا ، بل يضعَهُم القدرُ في طريقِنا فنجدهُم على غفلة ٍ من الزمن
ِ يُنوّرونَ حياتنا ويَكسِرونَ آلامَنا ويُسيطرونَ على ما بقيَ من
مَشاعرنا ..هم نجومٌ تتلأ لأُ في السماءِ لتُنيرَ لنا ليلَنا وتُبدد َ لنا
ظلامَه ُنناديهِم ..نناديهم .. لكنّهم يُفضلونَ البقاءَ نُجوما ً في
السماءِ ، ونُفضّلُ نحنُ البقاء َ في الأرض ِ ...كلٌ اختارَ ما يُناسبُهُ
...هُم مَن نَبحثُ عنهُم ... إذا داهَمنا الحُزنُ نبكي أمامَهُم بلا تردد ٍ
ودونَ الخوفِ مِنْ أنْ يَتّهمونا بالضَعف ِ .. ونشكو لهُمْ دونَ أنْ
يتّهمونا بقلة ِ الوفاء هُم مَنْ يَسمعونَ لنا ويَفهمونَ مشاعرَنا ويشعرون َ
بنا دونَ سِواهُم هُم مَن ْ يُهدونَ إلينا عُيوبَنا برقةٍ ولُطف ٍ ..
يَسترونَ عوراتَنا .. ويتغاضَونَ عن زلاتِنا .. هم سحابة ٌ عذبة ٌ تُنزلُ
الغيثَ قطرة ً فقطرة ً لتُبددَ حرَّ الصيفِ الحارق ِوتُحيي مشاعرَ تجمدتْ
مِنَ العطش ِ والجَفاف ِوتُنبتُ لنا أوراقا ً و تُخرجُ أزهارا ً تبقى
متفتحة ً ما بقيَ العُمرٌُ هُم مَن يبحثونَ عنا إذا غِبنا .. يفتقدوننا
..ينادوننا ..ينتظرونناينتظرونَ يوما ً رُبما لن يأتي إبداً .. لكنهم رغم
ذلك َ ينتظرونَ .. وينتظرونْ.. لأنّهُم لا يَعرفونَ اليأسَ فالأمل ُ .. و
الأملُ فقط ما يَسكنُ بداخلهِم ..في حياتنا رفقاء ُ خير ٍ نُحاول البقاءَ
بقربهِم لأننا نعلمُ جيداً مرارة َ فقدِهِم لذلكَ نتمسكُ بهم دونَ سواهُم
.. وهلْ لنا من رفيق ٍ سواهُم ؟؟وهل لنا إلا أنْ نكونَ بجانب ِ مَن اختاروا
الخيرَ رفيقا ً ؟؟؟نخشى فقدَهُمْ ويَخشَونَ فقدَنا .. لكن مادامَ الخيرَ
فينا وفيهِم ليسَ هناكَ ما نخشاهُ .. لأنَّ مَنْ يسكنُ الخيرُ داخلَهُ لا
يرضى بالرحيل ِ .. ولا يعترفُ بالوداعْ ..فهو إن رحلَ لسبب ٍ أو لآخرَ
....عاد َ سريعا ً ..وإن ودَّعَنا ..أقسم َ لنا بأنهُ سيعودُ يوما ً.. لكن
يبقى هناكَ الرحيلُ الأخيرُ !! رحيلٌ لا مفرَ منهُ وهنا يجبرنا المقامُ أن
نبوحَ لهُ :يا رفيقَ الخير ِ إن ودعناك يوما ً وداعا ً أبديا ً .. فتأكدْ
ليسَ نكرانا ً منا لجميلك َ ولا جُحودا ً منا لفضلكَ بَلْ هو إلزاما ً
علينا ....مُجبرينَ غيرَ مُختارين نودعُكَ مُجبرينَ ... وحينها لنْ تكون َ
لنا عودة ٌلكن مثلما كنت لنا رفيقَ خير ٍ في الدُنيافستكونَ لنا رفيقَ خير ٍ
في الآخرة ِ بأذن الله تعالى وهي رفقة ٌ في الخير ِ دائمة ٌلن نتنازلْ
عنها .. فعذراً إن ودعناك َ يوما ً .. ورحلنافما الرحيلُ إلا رحيلُ الجسدِ
.. أما الروحُ فباقية ٌ مادامت الحياة ُ باقية ٌفهيَ لرفقة ٍ الخير ِ باقية
.. لأجل خير ٍ جعلك َ كالغيث ِ باقيةلأجل ِ خير ٍ جعلك َ نَجما ً في
سماءِها باقيةلأجل ِ خير ٍ جعلك َالله إنسانا ً في زمن ٍ ضاعت َ فيه ِ معني
الإنسانية
..........................